الأمم المتحدة تحذر من صعوبة الوصول للنازحين في السودان وسط تزايد العنف
الأمم المتحدة تحذر من صعوبة الوصول للنازحين في السودان وسط تزايد العنف
أعربت الأمم المتحدة عن بالغ قلقها إزاء الأوضاع المتدهورة للمدنيين الفارين من العنف المستمر في ولاية النيل الأزرق جنوب شرق السودان، في ظل صعوبات كبيرة تعوق وصول المساعدات الإنسانية إليهم.
وأفاد المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوغاريك، الاثنين، بأن نحو 600 شخص فقط تمكنوا -حتى الآن- من الوصول إلى المدينة، ويقيمون حالياً في أحد مواقع النزوح، فيما قدّرت السلطات المحلية عدد الفارين من بلدات مثل أولو ومناطق أخرى في باو بأربعة آلاف نازح.
ولفت دوغاريك إلى أنهم يسلكون طرقاً وعرة باتجاه مدينة الدمازين، عاصمة الولاية، التي تبعد نحو 230 كيلومتراً عن مواقع الاشتباكات وفق موقع أخبار الأمم المتحدة.
عوائق أمنية وبيروقراطية
كشف دوغاريك، أن استمرار انعدام الأمن، إلى جانب القيود البيروقراطية، حال دون وصول شركاء الأمم المتحدة الإنسانيين إلى المناطق المنكوبة.
وأضاف: "ندعو مجدداً إلى تأمين وصول إنساني آمن ومستدام ودون عوائق لجميع من هم في أمسّ الحاجة".
وأشار إلى تقارير تفيد بوصول أعداد متزايدة من الوافدين الجدد من جنوب السودان إلى أجزاء أخرى من الولاية في الأسابيع الأخيرة، ما يزيد من تعقيد المشهد الإنساني والأمني في المنطقة.
النزاع يمزق السودان
ومنذ اندلاع القتال في 15 أبريل 2023 بين القوات المسلحة بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، يعيش السودان واحدة من أسوأ أزماته الإنسانية والعسكرية في تاريخه الحديث.
وتسببت الحرب في مقتل وإصابة عشرات الآلاف، وسط غياب تام لإحصاءات رسمية دقيقة، كما أسفرت عن تدمير واسع في العاصمة الخرطوم، وزيادة غير مسبوقة في أعمال العنف ذات الطابع العرقي، وتهجير داخلي وخارجي لما يزيد على 14 مليون شخص، بحسب تقديرات المنظمة الدولية للهجرة، وقد لجأ أكثر من مليون شخص إلى دول الجوار، في مقدمتها مصر وتشاد.
ورغم توقيع عدة اتفاقات لوقف إطلاق النار بوساطة دولية، خصوصاً من الولايات المتحدة والسعودية، فإنها سرعان ما انهارت. ولا تزال المحاولات التي تبذلها كل من منظمة إيغاد والاتحاد الإفريقي لتسوية النزاع تواجه صعوبات ميدانية وسياسية بالغة.
وتتهم منظمات إنسانية طرفي القتال بعدم الالتزام بتعهدات سابقة لوقف القتال أو تأمين ممرات آمنة للمدنيين أو لإيصال المساعدات الإغاثية، وتكرر هذه المنظمات تحذيراتها من أن الوضع الإنساني في السودان بلغ مرحلة حرجة في بلد كان يُعدّ أصلاً من بين أفقر دول العالم حتى قبل اندلاع هذه الحرب.